أسلحة بلاستكية و مفرقعات وصواريخ بألوان متعددة وبأشكال مختلفة من الألعاب النارية وغيرها تنتشر بين ايدي الأطفال وخاصة أيام العيد ، فيستعملونها تعبيرا عن الفرح بهذه المناسبة دون تحسب لما قد يتعرضون له من اخطار بسببها :وهي التي ادى استخدامها الى نقل البعض منهم في مناسبات عديدة إلى أقسام الطوارئ بالمستشفيات .
فمع قدوم عيد الاضحى يخرج العديد من الاطفال إلى الساحات العامة والشوارع على امل قضاء وقت ممتع مع الأصدقاء أو بقية اطفال الأسرة ، حيث ترتسم من خلال هذه اللقاءات الفرحة والبهجة على وجوههم في وقت يمضونه بعيدا عن اية رقابة فعالة من الاهل ، وهنا نُذّكر بان عيادات الإسعاف في المستشفيات بالعيد الماضي لم تخل من حالات "الحروق الناتجة عن إمساك الاطفال بالالعاب النارية واللعب بها وبمسدسات الخرز ، وهي الحالات التي عادةً ما تترافق مع ازدياد هذه الألعاب وكثرة تداولها بين الأطفال ، وذلك بسبب قلة الوعي العام لمخاطر انتشار هذه الالعاب بين ايدي الاطفال الصغار ، فهل يمر علينا هذا العيد دون حوادث تهدد سلامة اطفالنا .
" الدستور"وبمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك التقت العديد من المواطنين والمعنيين وحاورتهم بخصوص انتشار انواع من الالعاب الخطرة بين ايدي الاطفال ، ورصدت وجهة نظرهم عبر الحوار وجسدت الاثار الخطيرة لهذه الالعاب في حوادث سابقة عبرالصورالتي تظهر معاناة الاطفال ممن اصيبوا سابقا نتيجة لعبهم بالصواريخ النارية او بمسدسات الخرز لتكون شاهد عيان على الامر بمجمله في محاولة منها لزيادة الوعي حول مخاطر هذه الظاهرة .
اصابات بين الاطفال
البداية كانت مع بائع الألعاب"ابو أحمد"في أحد الأحياء الشعبية ، والذي قال: إن"مسدسات الخردق" مطلب الأطفال في الاعياد ، فمنذ اليوم الأول من العيد حتى بداية اليوم الثالث او الرابع منه يستمر بيع هذه الالعاب رغم انني لا أنكر الضرر الذي تسببه هذه اللعبة ، ومن جهته قال الطفل"عبد الله" 12 سنة": اشتريت فرد الخردق هذا في العيد الماضي وما زال عندي لكي ألعب به مع أصدقائي لعبة الحرب بعيد الاضحى ، وإن مللنا نهجم على المارة أو نصطادهم من بعيد ، أو نقوم بالتباري على من هو الأكثر تركيزاً و" تصويباً"نحو المارة او اي هدف آخر نختاره .أما الطفلة"س . ن" فقد أصيبت بعينها أثناء لعبها مع أصدقائها من قبل احد الاطفال الذي يملك مسدسا للخرز بالعيد الماضي ، ومازالت تتلقى العلاج بالمستشفى ، قالت"كنت العب أنا وأصدقاتي وفجأة أصبت بطلقة في عيني ، تركني من بعدها أصدقائي وهربوا ، وعندما اشتد وجع عيني في اليوم التالي ذهبت مع أبي إلى المستشفى ووصفوا لى مرهما وقطرة للعين طالبين مني مراجعتهم مرة ثانية لمتابعة العلاج.
الحرمان صعب
اما اختصاصي طب الاطفال في وزارة الصحة - رئيس طب الاطفال بمستشفى البشير الدكتور سمير الفاعوري فقال :يجب علي الأسر أن تعلم أطفالها ثقافة الحب والسلام والعلم بعيدا عن العنف ، واستخدام ألعاب التسلية التي تنور عقل الطفل ، وليس العنف والانتقام والحل الوحيد للتخلص من هذه الكارثة هو منع بيعها وتداولها بقرار حكومي ومحاسبة المخالفين من أصحاب المحلات ، ونوه الفاعوري الى انه لا يمكن لنا حرمان الطفل من الفرحة بالاعياد بتشديد الرقابة عليه ومنعه من اللعب والخروج ، وعلينا بدل ذلك توعيته من المخاطر للمحافظة على سلامة حياته ، علما ان هذه المخاطر تزداد كلما كان سن الطفل أصغر .
ولفت الفاعوري النظر الى ان استخدام بعض الاطفال لبعض الالعاب كالمسدسات والبنادق التي تطلق كرات بلاستيكية صغيرة وتوجيهها نحو طفل آخر يؤدي الى اذى الطفل وخاصة العيون ، ما يفسد الفرحة بالعيد بوقوع حوادث وحروق سطحية كون الآباء ضعاف أمام مطالب الأبناء وتشبثهم بالالعاب خصوصا الموجودة على الرصيف أثناء السير ، فيضطرون لشرائها بمنطق التدليل ، ونلاحظ أن نفسية الطفل تتأثر بالألوان البراقة واللافتة للنظر ، والتي تحرص عليها الشركات الصانعة لهذه الالعاب .
مخاطر آخرى
وعن المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل في العيد بين الفاعوري بانه يتعرض الطفل الى ما نسميه بالمشاكل الهضمية بسبب تواجد الحلوى من حوله في كل مكان ، ما يجعله يتناولها بشراهة وبسرعة ، كما ان تناول الطفل لبعض الاطعمة المكشوفة والملوثة قد تعرضه لحوادث التسمم الغذائي ، بالاضافة الى ان اختلاط الطفل بالعيد مع الكثير من الاشخاص قد يعرضه للعدوى خاصة بالرشح والانفلونزا ، هذا ايضا مع خطر استنشاق الاجزاء الصغيرة من الالعاب والتي قد تدخل الى القصبات الهوائية .
وحذر الفاعوري الاهالي مما يسمى بالهدية القاتلة التي يقدمها الاهل بالاعياد ، فقد يهدي الاب هدية قاتلة لطفله مثل المفرقعات او مسدس الخرز او دراجة هوائية يسير بها في الشوارع من دون ان يعي مخاطر الاستخدام غير الآمن والذي قد يعرضه لخطر التعرض للحوادث ، وقد يظن الاب ان تلك الهدية ستدخل الفرحة والبهجة على قلب ابنه غير واع بما فيه الكفاية للجانب الاخر من خطورتها ، كما نصح الفاعوري الاهالي والاطفال بتناول كافة الوجبات الرئيسة في المنزل ، كما يجب عدم السماح للطفل بشراء الالعاب النارية او البنادق التي تطلق اجسام مؤذية بالاضافة الى ضرورة الاحتفاط برقم الاسعاف والطوارئ مع تفقد الاطفال باستمرار.
«150»اصابة بالعين
مستشار امراض وجراحة العيون في مستشفى البشير الدكتور اسماعيل ابو عرقوب قال: إن أيام الأعياد والمناسبات يكثر فيها استخدام الألعاب النارية ، ونسبة كبيرة من الأطفال تصاب بالعمى بسبب اختراق خرز المسدسات أو الطلقات لقرنية عيونهم ، موضحا أن الطفل عندما يفقد البصر في إحدى عينيه ، فإنه يفقد القدرة على رؤية البعد الثالث ، ما يعد نوعا من أنواع العجز.
ونوه ابوعرقوب الى أن الأسواق المحلية تغرق بهذا الصنف الخطير من الالعاب الذي خلف وراءه ما يقارب"150"اصابة سجلت منها"50" اصابة في طوارئ مستشفى البشير خلال أيام العيد الماضي ، تراوحت بين عمر ستة شهور ولغاية"14"سنة ، فيما ان سلوكيات بعض التجار لجني الربح السريع ادى الى ارتفاع الاصابات بين الاطفال نتيجة اللعب بمسدسات الخرز بالعيد الماضي.
ولفت ابوعرقوب النظر الى أن الإصابات وخطورتها مختلفة من مصاب إلى أخر ، وقال ان ذلك يعود إلى قوة ضربة الخرز على العين ، واضاف ان الإصابات التي سجلت جراء مسدسات الخرز تمثلت بنزيف تحت الملتحمة وخدوش في القرنية ، واكد ان بعض الحالات من شدة ضربة الخرز تركت علامة على القرنية وانفصالا في القزحية وفي بعض الحالات نزيفا في الحجرة الأمامية للعين ، وانفصالا في المنطقة الصفراء في الشبكية ، وعزا ارتفاع هذه الحالات الى اقدام الاطفال على شرائها مع عدم توفر السلامة العامة اثناء اللعب بها ، وتوفرها لدى التجار بكثرة وبخاصة في موسم الاعياد ، واشار الى ان على الاهل والمدارس ووسائل الاعلام المختلفة دورا كبيرا في التقليل من هذه الحوادث من خلال زيادة الوعي.
ممارسات خاطئة
اما الناطق الاعلامي لمديرية الدفاع المدني العقيد فريد الشرع فشدد على ضرورة الابتعاد عن بعض الممارسات الخاطئة التي يلجأ اليها الاطفال بهذه المناسبات ، كما تمنى ان يقضي الجميع عيدا - وبخاصة الأطفال - سعيدا وان يكون العيد خالياً من أية حوادث ، وقال: إن السلامة هي الغاية التي ننشدها دائماً للمواطنين الأعزاء لقضاء أوقاتهم بعيدا عن كل ما يعكر صفو هذا العيد من حوادث لا قدر الله.
واضاف : لا بد من ضرورة اتباع كافة وسائل الوقاية وانتهاج السلوك الوقائي خلال أيام عطلة عيد الاضحى تجنباً للحوادث التي قد تعكر صفو وفرحة هذه المناسبة الجليلة في حال وقوعها لا قدر الله.
ولفت الشرع النظر الى أن المديرية العامة للدفاع المدني تعاملت من خلال أقسامها ومراكزها المنتشرة في كافة أنحاء المملكة خلال أيام عيد الفطر الماضي مع (985) حادثاً مختلفاً في مجال الإسعاف والإنقاذ والإطفاء ، نتج عنهـا (16) وفـاة و (992) إصابة مختلفة ، فيما شكلت حوادث الإسعاف خلال أيام عيد الفطر الماضي أعلى نسبة حوادث ، فبلغ عددها (803)حوادث إسعاف ، وبلغت حوادث الإنقاذ (104) حوادث ، في حين شكلت حوادث الإطفاء النسبة الأدنى حيث بلغ عددها (78) حادثة .
وقال الشرع: إن إهمال بعض ربات البيوت للأطفال وعدم مراقبتهم قد يؤدي الى نشوب الحرائق نتيجة عبث الأطفال بالمواد المشتعلة ، فكثيرا ما وقعت الحرائق المنزلية بسبب عبث الطفل بعود الثقاب أو بولاعة أو بغيرها من مصادر الاشتعال والتي وان كانت صغيرة تحدث أضرارا كبيرة لا تحمد عقباه"فالنار أكبرها من مستصغر الشرر".
التلبك المعوي
واوضح الشرع ان التلبك المعوي يعتبر من أكثر الحالات المرضية التي يتعامل معها الدفاع المدني خلال فترة العيد .وقال: غالباً ما ياتي التلبك نتيجة تناول أطعمة متنوعة وعديدة وبكميات كبيرة لا تتناسب مع بعضها البعض الأمر الذي قد يؤدي الى حدوث الآلام والمضاعفات في المعدة والأمعاء ، إضافة الى حالات مرضية أخرى كالتخمة والتي قد تنتج عن تناول كميات زائدة من الطعام ، واهاب باسم إدارة الإعلام والتثقيف الوقائي في المديرية العامة للدفاع المدني بالأهالي بضرورة التنبيه على أطفالهم بعدم تناول الأغذية والحلويات من خارج البيت وبكثرة الأمر الذي قد يؤدي الى وقوع حالات التسمم الغذائي.
وبين الشرع ان من المشاهد التي تتكرر في الأعياد الإقبال على مدن الملاهي من قبل الأسر التي تصطحب أطفالها للاستمتاع بالألعاب الموجودة في هذه المدن الترويحية ، وقال :ان هذا الامرإيجابيا إذا ما روعيت فيه متطلبات الوقاية من الأخطار وفي مقدمتها الوصول الى تلك المدن بأمان أثناء عبور الطرق سواء باستخدام المركبات أو العبور الراجل على الأقدام ، وعلى الحالتين تحتاج الاسرة الى الانتباه والحذر للحيلولة دون التعرض الى إصابات ناجمة عن سوء استخدام المركبات في الطرق